نادي صفا الرياضي

النشأة :
في اواسط العام 1970 برزت فكرة تأسيس نادي صفا الرياضي من قبل مجموعة من الشباب الناشطين في القرية، تكونت الهيئة التأسيسية من 7 نشطاء وهم : محمد درويش، طالب داوود شنينة، عبد العزيز راضي نصر، محمد العبد جبر، عبد الحافظ علي علقم، محمد زكي منصور، خليل ابراهيم مطر، وكانوا عملياً الهيئة الإدارية الأولى للنادي برئاسة محمد درويش.
في آذار من العام 1971 حصل النادي على الترخيص الرسمي من قبل الحاكمية العسكرية انذاك والتي كانت المسؤولة عن اصدار التراخيص.

استمر عمل الهيئة لمدة عامين، مارست خلاله العديد من الأنشطة والفعاليات الرياضية والثقافية وكانت اول مباراة للنادي في مواجهة نادي ترمسعيا الرياضي بقيادة مدرب الفريق الأستاذ محمود مصلح، وانتهت بخسارة نادي صفا على ملعب ترمسعيا، ولاحقاً تم استضافة نادي ترمسعيا على ملعب اتحاد صفا وحقق نادي صفا فوزه الأول.

في العام 1974 تعرض أربعة من أعضاء الهيئة الإدارية الثانية للنادي والتي كانت برئاسة أحمد هلال رشيد للاعتقال من قبل دولة الاحتلال، على خلفية اعتقال خلية عسكرية في القرية ومحيطها وكان من أبرز أعضائها عضو الهيئة الإدارية غازي حسني فلنة، وإلى جانبه اعتقل أيضاً، محمد درويش، أحمد سمارة( من قرية بلعين المجاورة)، بالإضافة إلى مجموعة من أعضاء الهيئة العامة منهم: محمد علقم، محمد شكري، عارف زهدي، هذا الاعتقال أدى إلى تراجع حضور النادي لبعض الوقت ثم عاد لفاعليته بعد تكاثف جهود الخيِّرين من أبناء القرية.

في سنوات التأسيس الأولى لم يكن النادي مجرد اهتمام رياضي بكل كان أعمق من ذلك وأرحب، فقد لعب دور الأداة الوطنية التحفيزية في روح المبادرة والانتماء والتعاون والتطوع، فقام بعقد الندوات والحوارات الثقافية، وبلورة الوعي الوطني، وأداء أعمال شق وتعبيد الطرق عبر جهد تطوعي ساهم فيه طلاب جامعات وطنية.

النادي نافذة لتطوير العمل والتفاعل الاجتماعي:
الأداء الكروي محل استقطاب للكثير من الطاقات الشابة وبالتالي يمكن أن يبنى عليه ما هو أوسع أن تسلحنا برؤية مبنية على الرغبة بتحويل النادي لأداة للفعل والتفاعل الاجتماعي، فالمساحات المشتركة بين المكونات العامة للقرية واسعة، واحتياجات الناس والتحديات هي أيضاً واسعة بالمعنى المادي والمعنوي أو الوعي والتفكير والأداء لذلك من الضروري أن نرى في النادي تلك الأداة القادرة على الإسهام في التغيير الاجتماعي المتراكم، عبر تنويع الأداء في المجالات الرياضية والاجتماعية والثقافية.

النادي مساحة للشراكات والبناء:
على مدار خمسة عقود وأكثر كان النادي وسيبقى واحداً من المكونات الأساسية الفاعلة في القرية إلى جانب العديد من المؤسسات وعلى رأسها المجلس القروي، ومن معايير الفاعلية والتقدم القدرة على نسج حالة من التعاون مع كل المكونات العامة في القرية، حجم الصعوبات والتحديات ومساحة الأمل والرغبات ومحدودية الموارد تحتم على الجميع توحيد الجهود لتحقيق الاهداف العامة، ومن هنا كانت كل مراحل الازدهار والتقدم في أداء مؤسسة النادي مرتبطة في الأساس بقدرته على بناء تلك الشبكة الواسعة من التفاعل والشركات التي تدعم حجم الثقة وبالتالي الفعل والدعم والاسناد المشترك ، وكخلاصة الشراكات المبنية على الرؤية والمصلحة العامة مفتاح للتطوير المضاعف للنجاحات.

النادي ما بين مساحة بناء ومساحة لعب:
التغيير الاجتماعي حاجة ملحة لتطور المجتمعات والاستجابة لكل الاحتياجات التي تتوسع وتتغير بتغير الحياة وامتدادها، لذلك فإن الاعتقاد بأن النادي فقط مساحة لعب هو فهم معارض لمصالحنا الجماعية، ومعارض أيضاً لمصالح ومستقبل أبنائنا، لذلك فإن البديل أن نراه كمساحة بناء تسهم في إعادة صياغة وجودنا الاجتماعي في حدود القرية وخارجها، وعليه واجبٌ علينا أن نراه في ساحات المدارس والملاعب والشوارع والأسر، في الرياضة والتثقيف والأعمال التطوعية وتغيير الاتجاهات والقيم.